هيئة العمل الوطني العراقي - لندن

بسم الله الرحمن الرحيم

نرفض العدوان وندين المتعاونين

تأتي زيارة نائب الرئيس الأمريكي ديك إلى المنطقة العربية في وقت تصاعدت فيه وتيرة التهديدات الأمريكية للعراق، منذرة بعمل عسكري كبير وحاسم، وكأنما ما تعرض له العراق من دمار طوال السنوات الماضية لم يكن كافياً لهؤلاء الذين يعملون من أجل عدوان جديد. لقد تعرض بلدنا وشعبنا لعدوان مستمر وعقوبات ظالمة تضررت بسببه بنيته التحتية ومنشآته الاقتصادية، وتراجع نموه الاقتصادي والاجتماعي تراجعاً خطيراً، بل عاد العراق عشرات السنين إلى الوراء. وأن أي عدوان جديد سيعرض شعبنا وسيادة بلدنا ووحدة ترابه ومصير أبنائه لمخاطر كثيرة. ومعاناة لا حصر لها، تضاف إلى كم المعاناة الهائل التي يتعرض لها الآن.

إننا نعلم يقيناً أن الهجمة الأمريكية الجديدة أنما هي جزء من سياسة عدوانية شرسة تستهدف أمتنا العربية، تنفذ إسرائيل جانباً منها في فلسطين وتكمل أمريكا جانباً آخر في العراق، وسوف تنتقل حلقاتها لتشمل دولاً عربية وإسلامية أخرى ما لم تخضع بالكامل للسياسات الأمريكية والصهيونية الموضوعة لمنطقتنا.

إننا وكل العراقيين الغيورين على بلدهم المكتوين بنظام الدكتاتورية والظلم الذي خيم على بلدنا خلال العقود الثلاثة الماضبة تعلن بوضوح وإصرار، أننا نرفض ذبح بلدنا بحجة تخليصنا من هذا النظام، ونرفض أي عدوان جديد يشن على بلدنا وشعبنا ليقدم العراق فيه غنيمة سهلة للمعتدين، فيرتعوا بثرواته ويهيمنون على مقدراته ومستقبله.

إننا نقول للأطراف التي ترحب وتهلل للعدوان الأمريكي القادم أنهم يرتكبون خطأ قاتلاً وجريمة لن تغتفر بحق العراق وشعبه، وأننا ندعو كافة القوى الوطنية العراقية الخيرة أن تقف موقفاً واضحاً وشجاعاً في إدانة العدوان، ومن يتعاون معه ويبرره، وأن توحد صفوفها وكلمتها ضده، لكي لا تضيع عشرات السنين من جهاد شعبنا هدراً لصالح المعتدين وشلة المنتفعين.

كما ندعو أمتنا العربية لموقف شعبي ورسمي قوي وصادق ضد العدوان، فتعبر بذلك عن أصالتها وحيويتها وصدق تعاطفها مع العراق وشعبه.

كما نناشد كافة القوى العالمية المعادية للحرب الاستمرار في إعلان موقفها المستنكر للعدوان وعدم التراخي في ذلك

أننا على ثقة أن الظلم لا بد أن يزول، وأن بعد كل عسر يسرا، وإن إرادة وتصميم المخلصين من ابناء شعبنا كفيلة بإحباط مخططات الكيد، وما توفيقنا إلا بالله.

{ وسيعلمُ الذينَ ظلمُوا أيَ مُنقلبٍ ينقلبونَ }

هيئة العمل الوطني

لندن 13/3/2002